إن قاطني دولة الإمارات العربية المتحدة عرضة لحالة قاتلة وذلك لأنهم لا يأخذونها على محمل الجد ولا يعرفون عنها إلا القليل جدا مما يدعوا للقلق. إنها الجلطة الوريدية العميقة DVT والتي تحدث عند وجود انسداد في الوريد، وفي بعض الحالات يمكن للجلطة أن تنفصل وتنتقل إلى الرئتين وتتسبب في انسداد رئوي قاتل. وحتى الآن، معظم الحالات تؤدي إلى أضرار جسيمة في الأوردة العميقة والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى تقرح.

ووفقا للدكتور آميت كومار جراح الأوعية الدموية في مستشفي مديكلينك بدبي، ومستشفى برجيل في أبوظبي، إن المرضى لا يؤخذون الجلطة الوريدية العميقة على محمل الجد لأنها لا تشكل تهديدا مباشرا للحياة. ولقد لاحظ على مدى الخمس سنوات الماضية التي قضاها هنا أن الوعي العام منخفض في مجال أمراض الأوعية الدموية لأنها لا تنهي الحياة على الفور مثل الأزمات القلبية. والبعض يقول” إن كان ذلك الشيء تستطيع أن تعيش به فلمَ تحاول إصلاحه؟” وهؤلاء للأسف لا يدركون أن هذا المرض قد يقتلهم فعلا.

وأكد الدكتور محمد باجنيد رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في مستشفى المفرق بأبو ظبي على أهمية العلاج المبكر وقد أقر بعدم وجود وعي كاف بهذا المرض في الإمارات العربية المتحدة. وأضاف أن العلاج المبكر بالأدوية المضادة للتجلط يمكنه أن يمنع الانسداد الرئوي ويقلل من فرص حدوث مضاعفات من تقرحات للساق عل المدى الطويل. ومن خلال تجربتي هنا فإن هناك بالفعل نقص في الوعي بالإصابة بجلطات الأوردة العميقة وعلى الرغم من ذلك فعند شرح هذا الأمر للمرضي يبدو عليهم الاهتمام ولكن عدم التزامهم الكامل بالعلاج يثير لدي بعض المخاوف. وعادة ما ترتبط الجلطات الوريدية العميقة  بالطيران لمسافات طويلة ولكنه قد يحدث في أي مكان.

ويقول الدكتور كومار- وهو كذلك أستاذ مساعد في قسم الجراحة بجامعة كولومبيا بنيويورك –”للأسف ان قلة الوعي لدى المرضى في دولة الإمارات تتسبب في إن معظم الحالات تمر دون تشخيص على العكس في الدول الأخرى التي ترتفع فيها نسبة الوعي بتلك الحالات.

وتكون الاعراض كالتالي: تورم وألم حاد خاصة في سمانة الساق وتكثر الاصابه عند الأشخاص الذين تعدوا سن الأربعين فهم اكثر عرضة من غيرهم لهذا المرض. قد يقول البعض في نفسه أنه مجرد تشنج أو شيء من هذا القبيل ثم يستمرون في السير كالمعتاد حتي تسوء الحالة أكثر او ان تحركت الجلطة من الساق ووصلت إلى الرئتين٫ وحتي بعض تشخيص الحالة فإن بعض الأشخاص لا يهتمون بشكل كاف؛ فلا يلتزمون بنظام العلاج ويتركون الأمر يتطور حتي تتكون جلطات دموية جديدة والتي بدورها تزيد من خطر الإصابة بالانسداد الرئوي.

وهناك عوامل أخرى تزيد من خط الإصابة بالجلطة الوريدية العميقة؛ مثل السمنة وقلة الحركة والإصابة بالدوالي؛ وكذلك الجفاف والعوامل الوراثية والتدخين وحبوب منع الحمل والاصابات السابقة المشابهة.

ومن دلائل الإصابة بانسداد رئوي؛ ألم في الصدر؛ وبصق دم؛ والشعور بالألم أثناء التنفس؛ وكلما زاد حجم التجمع الدموي زاد من خطر حدوث الوفاة.”

آما الدكتورباجنيد فقال:” مهما كان حجم الجلطة الوريدية صغيرا فهي مازالت تمثل تهديدا على حياة المريض عن طريق التسبب في حدوث انسداد رئوي وكذلك قد تسبب تلفا كبيرا للأوردة العميقة؛ والذي يؤدي بدوره إلى تورم وتغير في لون الكاحل وقد تتطور الحالة وتصل إل حد التقرح.”

ووفقا لتجربة الدكتورباجنيد فإن المرضى في دولة الإمارات لا يدركون أنهم مصابون بالجلطة الوريدية العميقة مقارنة بغيرهم من المرضى في الغرب  .وأضاف:” من غير المألوف أن نرى شخصا مصاب بالجلطة الوريدية العميقة وساقه متورمه لعدة سنوات!”؛ من الواجب على أي شخص إن كانت ساقه متورمه أن يراجع الطبيب على الفور خاصة إذا كان هذا التورم مصحوبا بألم٫ فالأشخاص المعرضون للخطر يجب أن يكونوا أكثر وعيا خاصة أثناء السفر بالطائرة وذلك لقلة الحركة والجفاف؛ ويجب عليهم شرب الماء بشكل كاف وتحريك الكاحل أثناء الجلوس والتجول كلما كان ذلك ممكنا وكذلك ارتداء جوارب الطيران. ووفقا لإحصائيات موقعNHS Choices  إن شخص واحد من كل ألف شخص سنويا يصاب بالجلطة الوريدية العميقة.